الجزائر 31 أوت 2023 ، هو تاريخ كتابة هذه الأسطر التي نريد بها نحن منتدى الحقوقيين الجزائريين أن نوضح موقفنا وليكون نقطةَ نظامٍ تهدفُ للنظامِ لا للفوضى
تدني القدرة الشرائية للمواطنين، وإرتفاع عدد الفقراء (إحصائيات قمنا بها بالتنسيق مع جمعيات خيرية ناشطة ) بسبب الغلاء الفاحش في الأسعار وندرة بعض المنتوجات بسب غلق الإستيراد.
تزايد الفساد في الإدارات العمومية وتفشي البيروقراطية بشكل كبير
ركود سياسي رهيب من طرف الأحزاب السياسية وغياب تام للمسؤولين في مختلف القطاعات.
فشل الطبقة السياسية التي لم تحقق مطالب الناخبين خلال حملاتها الانتخابية، بل انها فشلت اكثر في استقطاب و تكوين الشباب
للعمل السياسي ، مما يتطلب الإسراع في طرح قانون الأحزاب السياسية للمراجعة بطريقة عملية لبناء دولة ديمقراطية اجتماعية يُعطى فيها الحكم للنخبة وفقط .
غياب بعض الهيئات الإستشارية التي لها دور بارز و أساسي للنهوض بمستقبل البلاد و تنميتها تكريساً لمبادئ الديمقراطية
التشاركية وكذا من خلال تقديم الرؤى و البدائل بما يدعم حوكمة القرارات و التوجيهات السياسية و الإقتصادية و الإجتماعية .
ما تم ذكره من نقاط وغيرها هي الصورة العامة والسائدة حالياً داخل الجزائر، وبالرغم من كوننا منظمة حقوقية إلا أن دورنا كنشطاء وفاعلين في المجتمع المدني جعلنا نستبق دق ناقوس الخطر، لنتفادى معاً أخطاء الماضي، فمن لا يعترف بأخطاء الماضي لا مستقبل له.
– أولاً ، في تاريخ الأمم هناك تواريخ ومنعرجات مهمة تحدد مصيرها و مستقبلها ، الآن الجزائر تعيش ظرفاً خاصاً يتطلب التحرك في المسار الصحيح وفقط دون الخطأ ، فالصراعات المحيطة بحدود الجزائر في تزايد مما جعل معظم الحدود الجزائرية مشتعلة ومهددة بالحروب الأهلية أو التدخلات الأجنبية ،حالة تتطلب الإتحاد و الإلتفاف حول الوطن أكثر من أي وقتٍ مضى ، وعدم فتح باب الشِقاق أو تركُ مجالٍ للتدخل في الشؤون الداخلية للوطن ، وفي هذا الصدد نحن نثمن الدور الذي تقوم به الأجهزة الأمنية في الخارج وكذا دور الدبلوماسية الجزائرية والفاعلين فيها.
– ثانياً ، وعلى سبيل النقيض تماما تعرف الجبهة الداخلية للوطن هشاشة وضعفاً كبيرين ، إذ أصبح إختراقها سهل والعبث فيها أسهل ، فبعد حوالي السنة من تصريح السيد الوزير الأول أيمن عبد الرحمان “أعتذر لكل ربِ أسرة وجد صعوبة في الوصول للمواد ذات واسعة الإستهلاك” لا يزال رب الأسرة في الجزائر يعاني الأمرين من أجل تحصيل قوت أبناءه في ظل تراجع قدرته الشرائية والإرتفاع المحسوس للأسعار، كل هذا يحدث تحت أعين الحكومة التي فشلت في توفير العيش الكريم للمواطن واختارت لغة الخشب من أجل تبرير فشلها ، فشلٌ ذريع قابله صمت رهيب من طرف الأحزاب السياسية التي يقع على عاتقها مناقشة عمل الحكومة وترشيده ، إلا أن هذه الأخيرة باتت تفضل الظهور في الإستحقاقات السياسية وفقط فلم نسمع عنها ولم نقرأ لها بياناً يصوب السياسة العامة للبلاد ولم نرى نوابهم في دهاليز البرلمان التي أصبحت فارغة تماماً نظرا للغيابات الكبيرة للنواب وعدم انشغالهم بمصالح المواطنين .
سيادة رئيس الجمهورية ، قلتم في أول خطاب رسمي لكم ” ساعدوني وشجعوني إذا أصبت وقوموني وصوبوني إذا جانبت الصواب” ، ها نحن اليوم نشجعك ونثمن الخطوات الجريئة التي تقومون بها في الساحة الخارجية والتي ترفع رأس الجزائري أينما حل وارتحل ، وفي نفس الوقت نوجه لك رسالة لتصويب المسار وتصحيح الأخطاء قبل فوات الأوان ، سيدي رئيس الجمهورية نبلغكم أن حالة الفقر وعدم الشعور بالأمن الغذائي باتت قريبة جداً ، وأصبح ملامح اليأس و الشعور بعدم الرضى هو السائد عند كافة المواطنين ، هذه الحالة سببها الركود السياسي وفشل الحكومة الحالية في تطبيق تعليماتكم ، آن الأوان لتدارك الوضع باتخاذ إجراءات جديدة لتقوية الجبهة الداخلية تفادياً لأي تجاوزات في المستقبل القريب، وأنتم الذين تدركون أكثر منا حجم الأخطار التي تحوم حول الوطن ،
سيدي الرئيس، كثيراً ما أشرتم لضرورة تحقيق التلاحم بين الشعب والسلطة و إعادة بعث روح المواطنة، نحن كمنتدى الحقوقيين الجزائريين نسعى جاهدين للعمل على ذلك وغلق كل منافذ البلبلة قبل حدوثها، حبُنا للوطن وفقط هو ما يجعلنا اليوم نكتب هذا البيان لتبرئة الذمة وقول كلمة الحق في زمن يتطلب فيه حبُ الوطن تغليب المصلحة العامة على المصلحة الخاصة .
تحيا الجزائر حرة أبية
أمينة فايزي/ رئيسة منتدى الحقوقيين الجزائريين